... عيوب لا يراها أصحابها ...
قالت المدرسة :
(( الكمال لله وحده ، وبالتأكيد كل واحد منا يعاني من عيب ، وسنخصص هذه الحصة لتتعرف وتعترف كل واحده منكن بعيبها ، وسنفسح المجال أمام زميلاتها يساعدنها في ايجاد الحل.))
قالت احداهن مبتدئة:
((أنا طويلة جدا وأشعر بأنني كالفتيان ))
وقالت أخرى :
(( أنفي بارز وطويل ، ولذا كثيرا ما أشارت زميلاتي الى أنه وكما تقول القصص دليل على كثرة كذبي، وهذا يضايقني كثيرا))
مازالت الأصوات تتوالى معلنةعن عيوب صاحباتها كما تراها هؤلاء الصغيرات ، لكن المعلمة صعقت بهذه النتيجة غير المتوقعة . فهل يعقل أن هؤلاء الطالبات لا يرين عيوب نفسية أو سلوكية لديهن
تستحق التقويم ؟!
لا تستغربوا فهذا ليس بحال هؤلاء الصغيرات فقط ، بل اصبح الجميع في هذا الزمن لا يرى سوى عيوبه السطحية ، ويصب جام اهتمامه على مظهره في المرآة ، بدلا من أن يتبين حقيقة مرآته الداخلية
ويجتهد في الارتقاء بذاته وتجميل ما فيه من عيوب سلوكية ونفسية!!
اصبح الانسان ينفق المئات ، الالآف بل الملايين من الاموال حتى يحصل على الرضا والقبول عن مظهره من خلال العمليات التجميلية وشراء أفخر الأزياء.
وكأنما بتحسين مظهرنا تحل أهم القضايا وأكبر المشكلات ، وبهذا يصبح العالم أكثر جمالا وسلاما!؟
هذا ما جعلنا نتأخر عن التطور والرقي في تعاملنا مع بعضنا البعض ، فكلا منا لا يهتم الا بنفسه وبمظهره ، وبنظرة الناس من حوله!!
الا يعلم الانسان أن الذي خلقه وصوره في أحسن تصوير وتكوين هو خالق جميل بديع ، وأن الجمال هو الجمال الداخلي ..هو صفاءالروح .. طيبة النفس .. وامتلاء القلب بمحبة الآخرين ، وهذا النوع
من الجمال اذا ما وجد انطبع على الوجه وأناره ، واضفى عليه جمالا ليس كمثله جمال ؟!!