صوت من الماضي
هاربة من واقعنا المزدحم بالأحزان وذهبت لتستأنس بصوته
ذهبت لترتمي بين أحضانه
أخذت مكان مرتفعا حتى تستطيع النظر في عيونه لتتفحص ملامح وجه
الناظر إلى قرص الشمس الذهبي
انه وجه يمنحها من لهيب الشمس دفء
بمنحها من عمره عمر
تلوح له بيدها ألرقيقه تبتسم وتنظر إليه
يجيب ابتسامتها بسؤال حاني
هو: كيف حالك؟
هي: كما ترى هاربة إليك منهم
هاربة من ارض الأحزان إلى أرضك
هاربة من دمى المسكوب بين يدي أخوتي
هو : كيف تكون ارض الحزن أرضك وأنت بنت النيل؟
هي : النهر ما عاد نهرى ولا ارض النيل عادت أرضى
فقلبي مزقته يدي حب سكن قلبي
ولم يعلم ما معنى وجوده في قلب مثل قلبي
وكرامتي
أهدرت في ضياع كرامة أخوتي
وعزى
أي عز بعد ضياع الكرامة
أبى وشريان حياتي
ماذا بقى لي بعد كل هذا
آه
أريد أن ارتمى بين أحضانك
أن تضمني أليك ضمه أذوب وأتلاشى بين ذراعيك كقطعة ثلج في كوب دافئ
كم أنا مشتاقة أن يتغير
أسمى
وشكلي
وعنواني
أن تتغير حتى عواطفي ووجداني
أن أولد من جديد
ألا يكون هؤلاء أخواني
أيها النهر الخالد
نهر بلد الأمن
أنا عاشقة لك من الزمن الماضي
هل تقبلني عروس نيل تأخذني بين أحضانك؟